امازيغ مالي


الطوارق (يسمون أنفسهم: كَلْ تَمَاشَقْ، كَلْ تَمَاجَقْ، كَلْ تَمَاهَقْ، تيفيناغ:ⴾⵏⵏⵜⵎⴰⵛⵈ) هم الأمة الأمازيغية التي تستوطن الصحراء الكبرى، في جنوبالجزائر، وأزواد شمال مالي، وشمال النيجر، وجنوب غرب ليبيا، وشمالبوركينا فاسو. والطوارق مسلمون سنيون مالكيون، ويتحدثون اللغة الطارقية بلهجاتها الثلاث: تماجق، وتماشق، وتماهق. عرقيا يمكن وصف الطوارق بأنهم جنس أبيض مع ميل إلى السمرة.عاش الطوارق حياة بداوة عريقة فيالصحراء الكبرى منذ آلاف السنين ولا يزال بعضهم إلى اليوم متمسك بنمط العيش هذا بسبب التهميش الذي عانوه من الدول التي تقاسمت أراضيهم. عرف الطوارق بتسميات عديدة في مراحل تاريخية متلاحقة، ففي عصور ما قبل التاريخ عرفوا بالجرمنتيين، وفي أوائل العصر الإسلامي عرفوا بالملثمين، ثمالمرابطين، وأخيرا في العصر الحديث عرفوا بالطوارق.

الأمازيغ والطوارق على وجه الخصوص هم أخلاف الجرمنتيين الذين استوطنوا الصحراء الكبرى في جنوب ليبيا وجنوبالجزائر منذ آلاف السنين، ولا تزال آثارهم باقية إلى يومنا هذا في جبال تاسيلي وجبال تادرارات وجبال آهقار. وقد قسم النسابة الأمازيغ إلى قسمين كبيرين: البرانس والبتر. ونسبت صنهاجة - التي ينتمي إليها الطوارق - إلى الأمازيغ البرانس، وفقا لما أورده ابن خلدون في تاريخه:

وأما شعوب هذا الجيل وبطونهم فإن علماء النسب متفقون على أنهم يجمعهم جذمان عظيمان وهما برنس وماذغيس. ويلقب ماذغيس بالأبتر فلذلك يقال لشعوبه البتر، ويقال لشعوب برنس البرانس، وهما معا ابنا برنس وبين الناسبين خلاف هل هما لأب واحد؟ فذكر ابن حزم عن أيوب بن أبي يزيد صاحب الحمار أنهما لأب واحد على ما حدّثه عنه يوسف الوراق. وقال سالم بن سليم المطماطي وصابى بن مسرور الكومي وكهلان بن أبي لوا، وهم نسابة البربر: إن البرانس بتر وهم من نسل مازيغ بن كنعان. والبتر بنو بر بن قيس بن عيلان، وربما نقل ذلك عن أيوب بن أبي يزيد، إلا أن رواية ابن حزم أصح لأنه أوثق. وأما شعوب البرانس فعند الناسبين أنهم يجمعهم سبعة أجذام وهي ازداجة ومصمودة وأوربة وعجيسة وكتامة وصنهاجة وأوريغة. وزاد سابق بن سليم وأصحابه: لمطة وهكسورة وكزولة.

هذه الطبقة من صنهاجة هم الملثمون المواطنون بالقفر وراء الرمال الصحراوية بالجنوب، أبعدوا في المجالات هنالك منذ دهور قبل الفتح لايعرف أولها. فاصحروا عن الأرياف ووجدوا بها المراد وهجروا التلول وجفوها، واعتاضوا منها بألبان الأنعام ولحومها انتباذا عن العمران، واستئناسا بالانفراد، وتوحشا بالعز عن الغلبة والقهر. فنزلوا من ريف الحبشة جوارا، وصاروا ما بين بلاد البربر وبلاد السودان حجزا واتخذوا اللثام خطاما تميزوا بشعاره بين الأمم، وعفوا في تلك البلاد وكثروا. وتعددت قبائلهم من كذالة فلمتونة فمسوقة فوتريكة فناوكا فزغاوة ثم لمطة إخوة صنهاجة كلهم ما بين البحر المحيط بالمغرب إلى غدامس من قبلة طرابلس وبرقة.

المصدر:

موقع ويكيبيديا

إرسال تعليق

0 تعليقات