كلمات امازيغية في المجال الديني
كان الامازيغ في القديم يدينون بعدة معتثدات و عرفو الاديان السماوية التي جائتهم من الشرق و الشمال , لقد عرفوا اليهودية و اعتنقها البعض منهم ثم عرفوا المسيحية عن طريق الرومان , و جائهم الاسلام من الشرق فاعتنقوه و لنبسيط مفاهيم الدين فقد حاول الامازيغ شرح الدين بلغتهم كما استعملوا كلمات امازيغية في المجال الديني .
اليكم بعض الكلمات التي يستعملها الامازيغ في الدين :
تزاليت = الصلاة
اوزوم = الصوم
تمزكيدا = المسجد
لقوران = القران
تيزوارن = الظهر
توكظين = العصر
المغرب = تيوتشي
العشاء = تيضس
مصطلحات دينية قديمة بالامازيغية وردت في (كتاب البربرية) لابو زكرياء اليفرني (ليبيا) مابين 1000م و1300م باللهجة الزناتية :
وبجانب أسماء “الله” الأمازيغية، نجد أيضا في المخطوطات الأمازيغية الإباضية الثلاثة: “كتاب البربرية” و”مخطوطات زواغة Zouagha” وفي قاموس أمازيغي عربي صغير لشرح مصطلحات “كتاب البربرية” ألفه فقيه اسمه مسعود بن الحاج صالح في عام 1794 (نجد في ذلك كله) عددا كبيرا من المصطلحات الدينية والدنيوية الأمازيغية القديمة جدا ومنها مثلا:
Aykuzen (أيكوزن) = الإسلام (الدين الإسلامي).
iser (إيسر) = النبي. (صيغته الإعرابية: wiser).
isaren (إيسارن) = الأنبياء.
anǧlusen (أندجلوسن) = الملائكة.
idaymunen = الشياطين.
izufranen = العفرية (الجن، العفاريت).
taǧerzawt (تادجرزاوت) = التوبة.
amerkidu = الأجر / الثواب.
timirt = الوقت / الزمن.
Tamaziɣt = اللغة الأمازيغية.
Taserɣint (تاسرغينت) = اللغة العربية.
– المرجع 1: Vocabulaire berbère ancien. Dialecte du Djebel Nefoussa. A. Bossoutrot. REVUE TUNISIENNE, n: 25, 1900, p: 489. (قاموس أمازيغي عربي صغير ألفه مسعود بن الحاج صالح).
– المرجع 2: Le manuscrit arabo-berbère de Zouagha. Découvert par M. Rebillet. Notices sommaire et extraits par A. de C. Motylinski. Actes du 14ème Congrès International des Orientalistes, Paris, 1905
دكر المؤرخ الأندلسي أبو عبيد البكري، الذي عاش في القرن 11 الميلادي، في كتابه المسمى “كتاب المسالك والممالك” أن سكان مملكة برغواطة (المعاصرين له) كانوا يسمون “الله” بالكلمة الأمازيغية: “ياكش” (ياكوش) Yakuc. ويقول البكري أنه نقل معلوماته حول برغواطة عن السفير البرغواطي لدى قرطبة آنذاك واسمه زمّور أبو صالح.
أما في مخطوطات الإباضيين الأمازيغية في ليبيا وتونس والجزائر (مثل “كتاب البربرية” لليفرني و”الطبقات” للدرجيني ومخطوطات أخرى) التي تعود إلى قرون مضت فقد تم استعمال الكلمات الأربع “يوش” Yuc و”أيوش” Ayuc و”أكوش” Akuc و”ياكوش” Yakuc كأسماء أمازيغية تعادل اسم “الله” في العربية.
في القاموس الأمازيغي المزابي – الفرنسي Dictionnaire mozabite français (واسمه بالأمازيغية: Aǧraw n Yiwalen Tumẓabt t Tfransist) وألفه اللساني الفرنسي Jean Delheure، وصدر عام 1984، نجد في الصفحتين رقم 243 و244 منه أن كلمة Yuc (يوش) وكلمة Ayuc (أيوش) معروفتان لدى المزابيين في الجزائر ومعناهما: “الله”. ونجد في ذلك القاموس هذه العبارة الأمازيغية المزابية المأثورة:
Ayuc yeqqar: eggʷedet-i teggʷedem i wasi wa yi-yeggʷid
أيوش يقّار: اگُّدت-ي تگُّدم ي واسي وا يي-يگّويد.
ومعناها: “الله يقول: اِخْشَوني واخْشَوا ذلك الذي لا يخشاني”.
اطسغشك اش تملا ان يوش [اخسغ اش تاملّا ان يوش].
Exseɣ ac tamella en Yuc
ومعناها: ” أريدُ لكَ رحمة الله”. (أتمنى لكَ رحمة الله).
يرغود يوش Yerɣud Yuc = الحمد لله. (حرفيا: “تبارك الله” أو “الله يبارك”).
ومازالت كلمتا “يرغود” Yerɣud و”تاملّا” Tamella وبقية كلمات الجملتين معروفة لحد الآن في الأمازيغية، مما يجعل لغة تلك المخطوطات القديمة تتطابق لغويا ومعجميا مع أمازيغية العصر الحالي رغم شدة قدم تاريخها. وفي “المعجم العربي الأمازيغي” الصادر في 1990 لمحمد شفيق نجد ما يلي:
Tamella = الرحمة.
Tamellawt = الرحمة.
Tirruɣda (تيرّوغدا) = البَرَكة.
Yesserɣed (يسّرغد) = بارَكَ.
Yesserɣuda (يسّرغودا) = بارَكَ.
Yerɣuda (يرغودا) = تَبارَكَ.
7) Babat-na n ujenna (أبونا السماوي) في أمازيغية ورگـلة الجزائرية:
نجد في القاموس الأمازيغي الورگـلي – الفرنسي Dictionnaire ouargli français (واسمه بالأمازيغية: Agerraw n iwalen Teggargrent – Taṛumit) وألفه اللساني الفرنسي Jean Delheure، وصدر عام 1987، أنه في أمازيغية ورگـلة الزناتية الجزائرية يستعمل الناس كلمة Babat-na n ujenna بمعنى “الله”. ومعناها الحرفي هو: “أبونا السماوي” أو “أبونا الذي في السماء”.
ونجد أيضا في ذلك القاموس الورگلي عبارة Ajellid Ameqqṛan (أجلّيد امقّران) التي تعني لديهم اصطلاحا: “الله”. وحرفيا تعني: “المَلِك الكبير” أو “المَلِك الأكبر”.
8) استعمال Yuc (يوش) في نشيد الاستسقاء بالأمازيغية:
ذكر الباحث Adolphe de Calassanti Motylinski أن أطفالا ناطقين بالأمازيغية في منطقة المزاب الجزائرية يستعملون كلمة Yuc (يوش)، التي تعني “الله”، في نشيد للاستسقاء على الشكل التالي:
Uc aneɣ-d, a Yuc, aman wanẓer
أوش انغ – د، أ يوش، أمان وانزر
ومعناها: “أعطِنا، يا الله، ماءَ المطر”.
المرجع: Le nom berbère de Dieu chez les Abadhites, Adolphe de Calassanti Motylinski, REVUE AFRICAINE, 1905, p: 141-148
9) Mess ineɣ (مسّ ينغ) أو Mass ineɣ (ماسّ ينغ) هو “الله” لدى الطوارق:
مازال الطوارق لحد الآن في جنوب الجزائر وشمال مالي وشمال النيجر يستخدمون الكلمة الأمازيغية Mess ineɣ (مسّ ينغ) أو Mass ineɣ (ماسّ ينغ) للدلالة على “الله”. والمعنى الحرفي لهذه الكلمة هو “سيدنا/ربنا/مولانا”. وهذه الكلمة مستخدمة حاليا بكثافة وعلى نطاق واسع جدا على المستوى الشعبي من طرف كل الناطقين بالأمازيغية الطوارقية في جنوب الجزائر وشمال مالي والنيجر.
(المرجع: Dictionnaire touareg français. القاموس الطوارقي الفرنسي. Alqamus Tamajeq Tafransist. المؤلف: Karl-G. Prasse. عام 2003. جامعة كوبنهاغن. الدانمارك.)
10) Maziɣ (مازيغ) هو “الله / الرب” لدى سكان منطقة گورارة Tigurarin الجزائرية:
في واحات Tigurarin في جنوب غرب الجزائر (وتسمى أيضا گورارة Gourara) في ولاية Adrar الجزائرية توجد مجموعة سكانية قديمة ناطقة بالأمازيغية الزناتية، وتوجد لديها أناشيد دينية جماعية بالأمازيغية تعود إلى قرون وربما يعود بعضها إلى تاريخ ما قبل الإسلام. وتسمى تلك الأناشيد الأمازيغية الزناتية بـ Ahellil وصنفتها منظمة UNESCO كتراث شفوي إنساني عالمي. وتشتمل تلك الأناشيد على إنشاد الشعر الأمازيغي الديني مع الموسيقى والرقص الجماعي. وفي بعض هذه الأناشيد يتم استعمال كلمة Maziɣ (مازيغ) وكلمة Amaziɣ (أمازيغ) للدلالة على “الله” أو “الرب”.
ونجد مثلا هذه الأجزاء من الأناشيد الأمازيغية الزناتية الگورارية:
Lleh lɛafu ay Amaziɣ inu
لّه لعافو أي امازيغ ينو
معناها: “الله العفو يا ربي”.
Tiddukla ad izdukel Maziɣ
تيدّوكلا اد يزدوكل مازيغ
معناها: “العزة يُعِزُّ (بها) اللهُ (فقط)”.
Wa fella-k ixfi-c daɣ a Maziɣ
وا فلّاك يخفي-ش داغ آ مازيغ
معناها: “لا يخفى عنك شيء يا رب”.
Sidi Musa yeẓro Maziɣ
سيدي موسا يزْرو مازيغ
معناها: “سيدي موسى رأى اللهَ”.
(المصدر: L’ahellil du Gourara. مولود معمري Mouloud Mammeri. باريس. 1984).
11) Yakuc و Akuc و Yuc و Ayuc صيغ مختلفة لنفس الكلمة الأمازيغية:
يتضح من المخطوطات أن الصيغة Yuc وAyuc (بالحرف Y) خاصة بالنصف الشرقي من العالم الأمازيغي (أي ليبيا وتونس وأقصى شرق الجزائر)، أما الصيغة Yakuc وAkuc (بالحرف K) فهي خاصة بأمازيغية النصف الغربي من العالم الأمازيغي والأندلس الواقعة تحت تأثيره. إلا أننا نجد الصيغة Yakuc وAkuc مذكورة أحيانا في بعض مخطوطات الشرق الأمازيغي أيضا (ليبيا وتونس ومنطقة وارجلان Wareglan الجزائرية الشرقية). ولكن في كل الأحوال لا نعرف ما هي الصيغة الأصلية أو الأقرب إلى الأصل من الصيغ الأربع، لذلك تعتبر كلها مترادفات متساوية بما أنها كلها استخدمت من طرف الأمازيغ القدامى كأسماء اصطلاحية لـ”الله / الإله الواحد”.
ونجد في اللغة الأمازيغية الحالية أمثلة عديدة لكلمات مترادفة يظهر فيها الحرف Y كبديل للحرف K أو العكس، حسب لهجات اللغة الأمازيغية. وأحيانا نجد في نفس اللهجة الأمازيغية الصيغتين معا بـK وبـY. ولدينا مثلا في الأمازيغية الحديثة هذه الكلمات:
Aysum = Aksum = اللحم.
Seysu = Seksu = Kseksu = الكسكس.
Tayerza = Takerza = Tacerza = الفِلاحة / الحرث.
Tanaya = Tanaka = Tanaca = الركوب.
Tanuyi = Tanuki = Tanuci = الركوب.
Tafuyt = Tafukt = Tafuct = الشمس.
Tifuyin = Tifukin = الشموس.
Tayessa = Takessa = الرعي (رعي الغنم).
Netta yeksi = Netta yeysi = هو أخَذَ / هو حَمَلَ.
Ksi = Ysi = خُذْ! / اِحمِلْ!
isey = tikessit = الحَمل / الأخذ / التأبط.
(المرجع: المعجم العربي الأمازيغي. محمد شفيق).
وفي المخطوط الأمازيغي القديم “كتاب البربرية”، نجد أيضا نفس ظاهرة التبادلية بين K وY:
Amekkasu = الوارث.
Tiyusawin = الإرث / المواريث.
yekset = (هو) وَرِثَ.
ttemyesten = (هم) يتوارثون.
(المرجع: Some grammatical features of Ancient Eastern Berber. للباحث الإيطالي: Vermondo Brugnatelli. منشور في Milano. عام 2011.)
12) خلاصة عامة:
إذن فحسب المصادر التاريخية المذكورة أعلاه، فإن اسم “الله / الإله الواحد” في اللغة الأمازيغية قديما هو:
– Yakuc (ياكوش)
– Akuc (أكوش)
– Yuc (يوش)
– Ayuc (أيوش)
ومن شبه المؤكد أن هذه الأسماء تعود إلى فترة سابقة للإسلام بوقت طويل. والصيغتان Yakuc وYuc هما الأكثر تواترا ووجودا في المصادر التاريخية والمخطوطات متبوعتين بالصيغة Ayuc ثم الصيغة Akuc. ومازالت كلمة Yuc (يوش) معروفة لحد الآن في منطقة المزاب (غرداية Taɣerdayt) الجزائرية لدى الإباضيين بمعنى: “الله”.
وبالإضافة إلى ذلك نجد في مخطوط “كتاب البربرية” كلمة Ababay الأمازيغية القديمة التي تعني: “الله / الإله / الإله الأب”. كما أن الطوارق في جنوب الجزائر وشمال مالي والنيجر مازالوا يستعملون حاليا كلمة Mess ineɣ (مسّ ينغ) أو Mass ineɣ (ماسّ ينغ) ومعناها “ربنا/مولانا”، وهي الاسم المتداول شعبيا لديهم لـ”الله”. أما الكلمة Maziɣ أو Amaziɣ فتطورت في منطقة Tigurarin من معانيها الأصلية الشعبية وهي “الحر، النبيل، السيد، الشريف، الأبي” إلى اسم للإله الواحد المتصف عادة بهذه الصفات في الأديان التوحيدية.
من شبه المؤكد أن الصيغ الأمازيغية الأربع Yakuc وAkuc وYuc وAyuc لاسم “الله / الإله الواحد” هي صيغ لنفس الكلمة الأمازيغية انتشرت عبر التاريخ على مساحة جغرافية ضخمة تمتد من مناطق البرغواطيين على الساحل الأطلسي المغربي إلى أعماق جبال نفوسا في ليبيا أو أبعد. ويترسخ هذا بوجود هذه الصيغ في النصوص التاريخية والمخطوطات الدينية الأمازيغية بشكل متواتر عبر قرون منفصلة في أمكنة منفصلة وكتبها مؤرخون وفقهاء منفصلون زمنيا ومكانيا.
فالبرغواطيون الذين استخدموا كلمة Yakuc في ديانتهم في ما بين القرنين 8 و11 الميلاديين منفصلون بقرون من الزمن ومسافات جغرافية شاسعة واختلافات عقائدية دينية جذرية عن المسلمين الإباضيين في عمق ليبيا وتونس والجزائر الذين استخدموا Yuc وAyuc وYakuc وAkuc. والشيء المشترك بين هؤلاء الإباضيين وأولئك البرغواطيين المتباعدين زمنيا ومكانيا وعقائديا ودينيا هو اللغة الأمازيغية التي اخترقت فعلا الأزمنة والأمكنة والعقائد والأديان.
أورد المؤرخ أبو عبيد البكري في حديثه عن الديانة البرغواطية التوحيدية بعض العبارات الأمازيغية التي كان سكان مملكة برغواطة يصلون بها صلاتهم، على الشكل التالي:
A bism n Yakuc (أ بسم ن ياكوش) = يا بسم الله.
(أو: A isem n Yakuc (أ يسم ن ياكوش) = يا اسم الله).
meqqer Yakuc (مقّر ياكوش) = الكبير الله (كبير هو الله).
ijjen Yakuc (إيجّن ياكوش) = الواحد الله (واحد هو الله).
Urd am Yakuc (ورد ام ياكوش) = لا أحد مثل الله / لا شيء مثل الله.
0 تعليقات
عبر عن رائيك في الموضوع و شاركنا اقتراحاتك عن الامازيغية لغة و ثقافة